هل البشارات الأربع التي تحكي قصة حياة المسيح محرفة وتم التلاعب فيها؟ المقال الحادي والثلاثون ... 31
المسيح يشجع على إهمال الآب دون دفنه
يتناول هذا المقال مناقشة ما قاله السيد محمد السعدي هجومًا آخر على شخصية المسيح في الأناجيل الأربعة، حيث يقول أن أسلوب المسيح في هذا الجزء غير صحيح ويعبّر عن شخصية لا تليق بالمسيح، حيث أنه يشجع شخص جاء لسؤاله، على أن يترك ابيه ولا يدفنه، بل يتبع المسيح ويترك اباه ميتًا
وسنرى ما هو مفهوم قول المسيح لهذا الشخص الذي طلب أن يدفن أبيه ثم يتبع المسيح
فى انجيل متى 8 : 21 – 22 " 21وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ:«يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». 22فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اتْبَعْنِي، وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ».
وهذا مناف لرحمة المسيح ودعوته البر بالوالدين، هكذا يقول الأستاذ محمد السعدي ويعبّر عن فهمه لكلمات الإنجيل من خلال هذا النص أن المسيح قال للرجل أترك اباك الميت وتعالى أتبعني، فهل هذا صحيحًا؟
الرد
الشخص الذى جاء للمسيح لم يكن والده قد مات وجارى تكفينه لدفنه طبعا ً فلو كان هذا هكذا لدفن أبيه ثم أتبع المسيح أنما الواضح أن والد هذا الشخص مازال حيا ً وأبنه يسأل المسيح أن يصبح من أتباعه لكن ينتظر حتى يأتى اليوم الذى يموت فيه أبوه وهو طبعا ً تاريخ غير معلوم لهذا الشخص وحين يموت أبوه ويدفنه سوف يصبح من أتباع المسيح وطبعا ً المسيح ليس ضد محبة الأسرة أو الغير فقد أمر بمحبة الأعداء فكيف يحرم على أتباعه أن يحبوا الأقرباء كل ما فى الأمر أن المسيح يريد القلب له والطاعة له ويكون هو أولا ً قبل كل شئ بدون أن نتحجج بأى شئ ونخدر ضمائرنا بأن لدينا أسباب نؤجل لأجلها أتباع المسيح، كما أن أتباع المسيح وخدمته بطريقة قلبية حقيقية ليست ضد محبة الأقارب والأهل والاهتمام بهم بل على العكس إن أتباع المسيح إتباعًا حقيقيًا يجعل الفرد يهتم باقاربه ويحبهم ويحترمهم ويغفر لهم لو أنهم اساءوا في حقة وكذلك يحب الجميع غير الأقارب ويهتم بهم ويغفر لهم كذلك، لأن في أتباع المسيح تغير القلب إلى الأفضل
مقتبس من كتاب "موثوقية الأناجيل" لوثر خليل