هل البشارات الأربع التي تحكي لنا قصة حياة المسيح محرفة وتم التلاعب فيها؟ المقال الأربعون ..40 .. هل اقتبست المسيحية من العبادات الهندية فكرة الثالوث؟
نستكمل هجوم السيد محمد السعدي على الكتاب المقدس، وفي هذا المقال نناقش هجومه حول طبيعة الله في الكتاب المقدس، حيث يهاجم ومعه كثير من الكتب والمواقع أن إيماننا في الله الواحد الثالوث هو إيمان نقلناه من العبادات الوثنية، وهو إيمان خادع مزيف، فهل هذا صحيح؟ هل أخذنا من العبادات الوثنية الهندية الثالوث المسيحي؟ هل هناك وجه شبه بين الثالوث المسيحي والثالوث الهندي الوثني؟ أم الخلاف بين المسيحية والهندية الوثنية خلاف واسع كبير؟ ولو كان الخلاف واسع فلماذا يكتبون هذا ويسوقونه بين الناس؟ لماذا يحالوا أقناع الناس بأن المسيحية هي وثنية وإلهها وثني وخدع وغير صحيحة؟ لماذا يسوقون لهذا كله؟
لنناقش ما ذكره السيد محمد السعدي والمواقع والكتب التي اتهمت المسيحية بالوثنية
1- لم يكن لفظ أقنوم معروفًا عند الهنود بل هذا التعبير مسيحي تمامًا ولا علاقة له بالهند أو بديانات الهند المختلفة أو أي ديانة في العالم
2- لا يوجد في الديانات الهندية ما يقول أبدًا أن براهما هو الآب وفشنو هو الابن وسيفا هو الروح القدس
3- ولا يعتقدون أن براهما وفشنو وسيفا هم الله بل لازال عندهم تعدد الآلهة حتى الآن فلديهم أكثر من 30 إله
4- براهما في العقيدة الهندوسية
في العقيدة الهندوسية هو الإله الخالق والمخلوق ، خلقته السماء ويحارب الأعداء، وهو سيّد الآلهة ومانح الحياة ، فنتيجة تأمّل براهما وتفكيره الطويل نشأت فكرةٌ مخصبةٌ تطوّرت إلى بذرة ذهبية، ومن تلك البيضة وُلد براهما.
براهما Brahma في الديانة الهندوسية، هو الإله الخالق للعالم ويؤلف مع شيڤا المدمر وڤيشنو الحفيظ، ثالوثاً في محفل الآلهة الهندوسية
ولبراهما أربعة أوجه وكانوا سابقاً خمسة رؤوس، لكن الإله شيفا أحرق إحدى الرؤوس بعينه الثالثة. لأنه تكلم معه باحتقار، وله أربعة أيدي يحمل بالأولى الكتاب المقدس الڤيدا وبالثانيه ملعقة وبالثالثه مسبحة وبالرابعة إناء فيه ماء.
تصف الأساطير براهما بأنه أحمر الوجه، ذو رؤوس أربعة ذهبت عين شيفا بخامسها انتقاماً لإهانته له ويحمل في أذرعه الأربعة سيفاً وملعقة وسبحة أو قوساً وأسفار الفيدا ويستخدم البجعة وسيلة للتنقل
5- فشنو
بأنه الجوهر الحال في كل الكائنات ورب الماضي والحاضر والمستقبل وخالق ومدمر كل الموجودات والإله الذي يدعم ويحفظ ويحكم الكون ويخلق ويطور كل ما فيه.
6- شيفا او سيفا هو إله الدمار وهو إله الهلاك والفناء والدمار، وهو المهلك للعالـم ومهمته نقيض مهمة فيشنو، ويسمونه بلغتهم يقول ديورانت في قصة الحضارة عن شيفا : " إله القسوة والتدمير قبل كلّ شيء آخر؛ هو تجسيد لتلك القوّة الكونية التي تعمل، واحدة بعد أخرى، على تخريب جميع الصور التي تتبدى فيها حقيقة الكون، جميع الخلايا الحيّة وجميع الكائنات العضوية، وكلّ الأنواع، وكلّ الأفكار وكلّ ما أبدعته يد الإنسان، وكلّ الكواكب، وكلّ شيء".
7- لا يوجد أي وجه شبه ما بين قول الكتاب المقدس عن الله أنه إله واحد لا نعبد سواه، وهذا المكتوب عن آلهة الهند، لا يوجد وجه شبه واحد، لكن من يهاجمون الكتاب المقدس للأسف دلسوا وكذبوا وكتبوا كل ما نقلوه بطريقة غير صحيحة ليخدعوا البسطاء الذين لا يقرأون وأوهموهم أننا نعبد ثلاث آلهة، وهو غير صحيح على الإطلاق بل نعبد الله الواحد، وخدعوهم بالقول أننا أخذنا الثالوث من العبادات الوثنية، البابلية تارة والهندية تارة أخرى والمصرية تارة ثالثة
8- نحن نعبد الله الواحد، لا نشرك به شيئًا، إله واحد له ثلاثة أقانيم، الاب والابن والروح القدس، وهذه تسميات روحية لا جنس فيها، وكما أنك إنسان واحد فيك نفس وروح وجسد لكنك شخص واحد – مع فارق التشبيه ولله المثل الأعلى- خلقنا الله على صورته في القداسة والطهارة وكذلك في كياننا الإنساني
كل هؤلاء الذين يسوقون لهذه الأفكار الغريبة عن الإيمان المسيحي، وهم يدركون هذا جيدًا هدفهم اقناع القارئ أن المسيحية ديانه مزيفة، كاذبة، عقيدتها غير صحيحة ومنقوله أو قل مسروقه من الديانات الوثنية، وقرروا خداع ضمائرهم ليتقولوا على المسيحية بما لا يوجد فيها وبما لا تؤمن بها ولا يوجد في كتابها المقدس
ملحوظة هامة: يمنك الدخول على الموقع لنجد عدد من المقالات التي تشرح إيماننا المسيحي في الله ويجيب فيه الكثير من الأسئلة عن الله والمسيح
والتجسد وغيرها من الموضوعات التي تشرح الإيمان المسيحي
يمكنك العودة إلى المقالات السابقة عن الوثنية والمسيحية على الروابط التالية
المقال مقتبس من كتاب "موثوقية الأناجيل" لوثر خليل