هل البشارات الأربع التي تحكي لنا قصة حياة المسيح محرفة وتم التلاعب فيها؟ المقال الخامس والأربعون .. 45 .. هل اقتبست المسيحية من ديانة مثرا كل المبادئ المسيحية؟ 2
التشابهات المزعومة بين المسيح ومثرا
المسيح مولود من عذراء ومثرا مولود من عذراء
--مثرا لم يولد من عذراء ولم يولد فى كهف ولكنه ولد من صخرة اسمها Petra Genetriy وقد ولد مثرا من الصخرة ناضج وليس طفلا ً
والقول أنه مولود من عذراء جاء غير موثق من Acharya أن مثرا مولود من الالهه العذراء Adit عذراء الفجر
ولكنها فى المثولوجيا الهندية موصوفة بأوصاف متضاربة فهى السماء غير المحدودة وأحيانا ً المادة الأولية وأحيانا والدة الاله فيشنو واحيانا زوجة فشنو
وتدعى Acharya أنه يوجد مكان لعبادة مثرا فى غرب ايران فى Kangavar مكرس لعبادة Anahita العذراء بلا دنس أم الرب مثرا ولكن لا يوجد أى توثيق لهذا كما أن Acharya تعزى هذا الى كاتب بدون اسم أو مصدر
P.Holding وجد المصدر الأصلى لذلك الخبر وهو من ورقة كتبها طالب اسمه David Fingrut الذى أدعى ذلك بدون توثيق كما أن المعبد الموجود فى Kangava ليس لعبادة مثرا ولكنه مكرس لعبادة Anahita وهى زوجة مثرا وليست أمه
مثرا كان له 12 تلميذ مثل المسيح
-لا يوجد فى المثرية الرومانية أى شئ أن مثرا كان متجولا ً ومعلما ً وله 12 تلميذ ولكن تجد فى العقيدة المثرية الرومانية أن لمثرا مساعدين هما Cautes & Cautopatres الذين يمثلان الشروق والغروب والربيع والخريف وله ايضا ً النجمان Antares & Abedaran
وهناك من يحاول ربط هذين النجمين باللصين الذين صلبا مع المسيح بسبب أن أحدهما له شعار شعلة الى أعلى والاخر له شعلة الى اسفل وأن واحد يمثل اللص الذى ذهب الى السماء والاخر اللص الذى ذهب الى الجحيم ثم تحول القول أن مثرا صلب ومعه لصين واحد على اليمين والاخر على اليسار
وكان لمثرا اصدقاء حيوانات هى الحية والكلب والاسد والعقرب
-فى رسم يمثل ذبح الثور هناك نقش من عمودين يحوى كل منهما ستة وجوه فراح الملحدون يستثمرون هذا الرسم لكى يدعوا بأنه خلال طقس المبتدأ المثرى يجلس التلاميذ المثريين لابسين كالبروج فى دائرة حول الشخص المبتدأ
لكن لا يوجد أى مختص بالعقيدة المثرية ذكر ذلك ومصدرهم شخص يدعى Godwin وهو غير مختص بالعقيدة المثرية
كما أن هذا الرسم يعود لما بعد العصر المسيحى كما قد حقق الباحثون المختصون بالعقيدة المثرية هذه الرسوم وقالوا أنها رموز للبروج والوجهين العلويين يمثلان الشمس والقمر
-الوعد بالخلود لأتباع مثرا
قال الباحثون " لقد وعدت العقيدة المثرية الأشخاص المبتدئين تحررا ً من مصير مؤلم سوف يعانى منه باقى الناس وامتياز العبور نحو حالة جيدة "
ميثرا مخلص مثل المسيح
أول فكرة خلاص فى العقيدة المثرية ظهرت عام 200 م كما نراه فى نقوش فى مكان عبادة للمثريين Santa Prisca
تقول " وانت ايضا ً قد خلصتنا من كل سفك الدم الأبدى " وواضح أن هذا مأخوذ من المسيحية
وهذا لايشير الى ان مثرا ضحى بدمه ولكنه دم ثور وهو لا يشير الى تحرر من الخطية ولكن صعود نحو درجات الخلود وهو متأخر ومتأثر بالمسيحية وليس العكس ولو كانت فكرة الخلاص هذه اصلية فى عبادة مثرا لوجدت فى النقوش القديمة لكنها ظهرت فى القرن الثالث الميلادى وهذا يدل على أنه مقتبس من المسيحية وليس العكس
وقد حاول أشخاص ملحدين الصاق قتل مثرا لثور بأنه قد ضحى بنفسه من أجل العالم والأدعاء أن هذا قد اخذته المسيحية من عبادة مثرا ولكن متخصص مثل Vermaseren قال " أنه لا يوجد شئ من هذا لا فى المعابد ولا فى النقوش اذ لا يوجد أى اثبات يدعم وجهة النظر هذه "
ولم يكن ذبح الثور من اجل العالم بل خرافة خلق
الأدعاء أن مثرا مات ودفن ثلاثة ايام ثم قام من الأموات
لا يوجد أى شئ فى العقيدة المثرية تقول هذا الكلام
يقول Gordon لا يوجد فى العقيدة المثرية موت لمثرا اصلا ً
وبالتالى لا يوجد دفن أو قيامة
أعتمد خصوم المسيحية على ترتليان الذى قال فى القرم الثالث
" اذا كانت ذاكرتى تسعفى بعد مثرا فى مملكة الشيطان يضع علاماته على جبين جنوده ويحتفل بقربان الخبز ويدخل صورة من القيامة ومن خلال السيف يكلل تاجا ً "
ولكننا نعرف أن ترتليان عاش فى القرن الثالث فكان ترتليان يكتب عن الطقوس المثرية التى قلدت المسيحية فلو أن الخرافة المثرية تقول أنه مات ودفن وقام لوجدت أة نقوش أو عبادات أو كتابات تقول بذلك لكنه لا يوجد شئ ابدا ً
استشهد البعض الأخر بكاتب اسمه Firmicus من القرن الرابع أدعوا عليه أنه قال أن أتباع مثرا ينحبون عليه كميت ولكن لا يوجد شئ من كتاباته تقول هذا الكلام
العشاء المقدس
لا يوجد أى شئ عن العشاء المقدس " مائدة الرب " فى المثرية الرومانية ولا المثرية الفارسية وهذا الكلام نتاج العصور الوسطى ولا يوجد لا فى كلام مثرا ولا فى كلام زاردشت ايضا ً
كما أن المبتدئ فى العقيدة المثرية الرومانية يتناول اساسيات الطعام الخبز و والماء والنبيذ واللحم كرمز للوجبة التى تناولها مثرا مع اله الشمس بعد أن ذبح الثور وكانت هذه الوجبة التى يتناولها المبتدئ فى العقيدة المثرية كممارسة وشركة بين مختلف المجموعات فى العالم الرومانى وبعد دفن الموتى
اما عشاء الرب فقد كان قائما ً على العهد القديم أن يأكلوا خبزا ً بلا خمير مع خروف الفصح فى سفر الخروج 12
صعود مثرا للسماء
يقول Punkish " بعد أن تمم مثرا أرساليته على الأرض صعد مثرا الى السماء فى عربة شمس " وقال ذلك مستشهدا ً بكلام Cumont ولكن بالعودة الى كلام Cumont نفسه لا تجد هذا بل يتحدث عن مثرا يراقب أول انسان على الارض مع زوجته ويقدم حماية للانسانية بعد طوفان عالمى يشبه طوفان نوح ولا علاقة لهذا الكلام بارسالية يسوع أو صعود مثرا
وبالنسبة لصعود مثرا الى السما فهناك عدم دقة فى النص فليس مثرا الذى يصعد بل الالهة التى كانت معه مثل Helios تصعد ثم مثرا يقطع المحيط بعربته ويحاول المحيط أن يمنعه ولكن يفشل واخيرا ً ينضم الى الخالدين فى سكناهم . فتعبير صعود غير موجود فى كلمات Cumont
الفداء
هناك طقس يسمى Taurobolium لعبادة الاله Attis حيث يذبح ثور فوق الشخص المبتدئ فى العبادة يجلس فى حفرة فينزل الدم عليه فأدعى الملحدون بأن ذلك أساس الفداء فى المسيحية ولكن الكاتب Gunter Wagner فى كتابه Pauline Baptism and the Pagan Mystries يوضح أن طقس Taurobolium فى عبادة Attis ظهر فى عصر الأمبراطور Antonius Pius فى عام 160 م وصار طقس شخصى تكريسى فى القرن الثالث كما أن الولادة الجديدة من خلال Taurobolium ظهرت فى نهاية القرن الرابع وهذا يوضح أن التأثير كان من العكس حيث أخذت المثرية من المسيحية
لا يوجد فكرة ولادة جديدة فى المثرية ولكنه صار تقليدا ً أخذته المثرية من المسيحية
-ولادة مثرا والمسيح فى 25 ديسمبر
لم يقل الكتاب المقدس أن المسيح ولد فى 25 ديسمبر إنما هذا تقليد لا يتعلق بالكتاب المقدس فى شئ كما أن كل الأعياد الخاصة بالامبراطورية الرومانية تراكمت فى ذلك التاريخ
المعمودية
تحدث ترتليان فى القرن الثالث فى كتابه Tertullian , depate 5 عن اغتسالات موجودة فى المثرية . ولكنها ليست قبل المسيح بل بعده فهى متأخرة جدا ً
كما أن هذه الوضؤات كانت موجودة فى اليهودية وكانت للنظافة وليست أعلان عن ولادة جديدة
مثرا وسيط وفادى ومخلص ولوجوس مثل المسيح
بحث Holding فى كتابات الباحثين فى ديانة مثرا ولم يجد أى لقب من هذه الالقاب فى العقيدة المثرية
وكلمة لوجوس عُلمت للمبتدئين ولكن بعد العصر المسيحى
من كل الملاحظات السابقة نجد أن
1-المثرية ليست أمتدادا ً للزردشتية وتختلف عنها ومثرا اسم مشترك بين الديانتين فقط وبعض التسميات
2-لم تظهر عبادة مثرا المشار اليه من المعترض ومن الملحدين إلا فى القرن الثانى
3-كل ما قيل عن أن المسيحية أخذت من مثرا غير صحيح ولو أن هناك أى تشابه فقد أخذه عبدة مثرا من المسيحية وقام المحدون بقلب الحقائق وقالوا أن المسيحية أخذت من المثرية وثبت بالدليل القاطع زيف هذا الكلام
4--عقائد عقيدة ميثرا الرومانية لم تظهر الا بعد اغلاق اسفار العهد الجديد لذا لا يمكن أن يكون العهد الجديد قد تأثر بأفكار مثرا
واذا كانت المسيحية قد أخذت من المثرية فلماذا لم تنتشر المثرية مثل المسيحية ؟
سوف يتم وضع مقال بصيغة بي دي أف للمقال السابق وهذا المقال وبه المراجع الخاص بالأدلة المقدمة في هذين المقالين