المسيح ابن الله؟
ما معنى قولنا أن المسيح ابن الله؟ هل الله تزوج وأنجب المسيح؟ لماذا هذا القول عن المسيح أنه ابن الله، ألا توجد تسمية أخرى تقال عن المسيح؟ هل "ابن الله" يعنى ويساوى الله ؟
لماذا قال الكتاب المقدس الآب والابن؟
الله لم يلد ولم يولد وطبعاً لا يوجد علاقة جنسيه بين الله والعذراء مريم – حاشا – وإنما هذا تعبير عن علاقة روحية، الوحي الإلهي مكتوب بلغة بشرية لنفهمها فكتب لنا بمفردات نستخدمها كل يوم فى حياتنا ولا يوجد أسبقية فى الزمن للآب على الابن فهما ليسا والد وولد بل آب وابن
مسمى الأبوة والبنوة تسمية تعبر عن العلاقة التي لا تنقطع ولا تنتهي أبداً فهي علاقة دائمة مستمرة لا تنتهي بها كل معاني الحب لذلك يقول الكتاب المقدس فى يوحنا الأولى 4: 8 "الله محبة" وفى يوحنا 17: 24 قال المسيح "لأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ" وفى يوحنا 14: 31 "وَلكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ" والروح القدس روح المحبة فى رومية 15: 30 "وَبِمَحَبَّةِ الرُّوحِ". فهي التسمية المعبرة عن علاقة أقانيم اللاهوت أو الصفات الذاتية الإلهية.
لماذا سُمى ابن الله ؟
أما قول الكتاب ابن الله يعنى أنه
أ- "من ذات جوهر الله، من ذات طبيعة الله "وهو الذي أعلن الله بصورة واضحة مرئية للعين حين تجسد، لذلك سماه الوحي الإلهي ابن الله. فلم يتزوج الله وينجب المسيح – حاشا – هذا لم يحدث ولم يقل به الكتاب المقدس ولا التفاسير المسيحية ولا تعرف عنه المسيحية شئ.
كما يُقال عن شخص مصري أنه ابن مصر لأنه به من صفات تعبر عن طبيعة مصر فلم تتزوج مصر وتنجب.
ب- كما أنه سُمي ابن الله لأنه الصورة التي أظهرت الله، كما فى عبرانيين 1: 3 عن المسيح "بهاء مجد الله ورسم جوهره" أي أنه الضوء المرئي الذي يُظهر مجد الله غير المرئي والرسم المدرَك الذي يعلن جوهر الله غير المدرك
ت- كما يجب ملاحظة أن هذه التسمية (ابن الله) لم تحدث عند ميلاد المسيح بل هي تسمية روحية أزلية وسجلها العهد القديم كما سنقرأ .
لقد قال المسيح كثيرًا أنه ابن الله، فهل يعنى قوله ابن الله يُفهم صراحة أنه الله؟ هل تعطى نفس المفهوم لدى من سمع بحسب العهد القديم؟ قال أحدهم مرة مهاجمًا الكتاب المقدس ويبدو أنه لم يقرأه، قال: "المسيحيون هم من ابتدعوا أن لله ابنًا، والدليل أنه لا يوجد مثل هذا فى العهد القديم، فلم نجد ابنًا لله فى العهد القديم " انتهى كلام المهاجم، فهل هذا صحيح؟ العهد القديم يدل بوضوح على أن اليهود يعرفون أن لله ابنًا، وطبعًا ليس جسدياً عن طريق الزواج –حاشا– بل فهموا أن لله ابنًا، بالمعنى الصحيح البسيط الذي يعنى أنه من طبيعة الله ونجد هذا فى:
الآية الأولى: إشعياء9: 6–7 أن ابن الله هو إلها "قديرا" "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا،إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ." أي أن الابن الذي يولد يكون إلهًا قديرًا، وهذا نص واضح جدًا فى العهد القديم، أن ابن الله يدعى إلهًا قديرًا، وهذه النبوة لا تنطبق على شخص آخر،
فالابن الذي يولد هو إله قدير، ومن هو الإله القدير إلا المسيح الذي فعل كل شئ إلهي.
اعتراض: هذه الآية تنطبق على نبي الإسلام ولا تنطبق على المسيح.
يولد لنا ولد ونعطى ابنا.. سيولد لنا نحن نسل إبراهيم، والذي أعطاه الله عهدًا أبديًا له ولنسله لتتبارك به الأمم. وتكون الرياسة على كتفه.. هذا الابن يكون على كتفه خاتم النبوة. ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا.. ولم يتم تسمية أحد باسمه من قبل.. ولم يطلق على المسيح إنه عجيبًا أو مشيرًا ولم يملك على قومه يومًا واحدًا .. إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام. سيدًا قويًا يقول أفشوا السلام بينكم.. "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله".. وقيلت كلمة إله كثيرًا على أشخاص مثل موسى واليهود والقضاة.
موسى النبي إلهًا: الخروج4: 16 يقول "وَهُوَ هارون يُكَلِّمُ الشَّعْبَ عَنْكَ (يا موسي). وَهُوَ
يَكُونُ لَكَ فَماً وَأَنْتَ تَكُونُ لَهُ إِلَهًا" سفر الخروج7:1 يقول "فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ"
اليهود آلهة: سفر المزامير82: 6 "أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ."...القضاة آلهة: الخروج22: 8 "وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ "أي إلى القاضي" لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ."
المسيح ليس رئيس السلام: متى10: 34 "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا." والنبوة تتحدث عن "إلهًا قديرًا" والمسيح لم يكن قادرًا على كل شئ فقد قال فى يوحنا 5: 30 "أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا."
ويمنع الكتاب المقدس أن يكون المسيح ملكًا ففي ارميا36: 30 "لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَارًا، وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً." والياقيم هو احد أجداد المسيح.
الرد:
1- لا يوجد أي شئ فى النص عن نسل إبراهيم فى إسماعيل، الذي جاء منه نبي الإسلام، الإصحاح كله يتحدث عن اليهود وفى اليهود ولليهود، وليس فى أي شعب آخر.
2- ابنًا: الابن الحقيقي الوحيد لله هو المسيح، وقد قال عن نفسه عدة مرات، كما سندرس بالتفصيل، حيث قال المسيح أنه ابن الله الوحيد وقال عنه الآب ابني
3- أبًا أبديًا:
أ- المسيح هو أبو المؤمنين الذين امنوا به، وهو منحهم الحياة الأبدية وتترجم "أبا الأبدية
" بما يعنى أنه صاحب الأبدية ومالكها.
ب- المسيح ابًا كلقب لفداءه للبشر ففي يوحنا الأولى2: 29 "إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ." وفى عبرانيين2: 10 " وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ." وفى افسس1: 5 "إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ" وفى متى9: 22 قال للمرأة العجوز "فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَأَبْصَرَهَا،
فَقَالَ:«ثِقِي يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ». فَشُفِيَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ."
فالأبوة المقصودة ليست الأبوة فى أقانيم اللاهوت بل أبوة من فدى الناس ومات لأجلهم.
4– الرياسة على كتفه: مكتوب عن المسيح فى سفر الرؤيا1: 5 "وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ: الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، "وفى أعمال3: 15 "وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ،" وفى بطرس الأولى5: 4 "رئيس الرعاة" وفى عبرانيين12: 2 "رئيس الإيمان". وعبرانيين4: 14 "فَإِذْ لَنَا رَئِيس كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ" لقد ملك المسيح على قلوب الناس منذ يوم مجيئه على أرضنا وإلى الآن ولا تعنى نبوة عن أحد.
5 – اسمه عجيبًا: تعنى ما فى سفر القضاة13: 18 عن الأقنوم الذي كان يظهر فى العهد القديم، كما ذكرنا هو المسيح وقال عن نفسه "لماذا تسأل عن اسمى وهو عجيب" كما تعنى فى شخصه وما فعل من معجزات، عظيمة لا حصر لها فقد سجل الكتاب فى لوقا5: 26 "فَأَخَذَتِ الْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا خَوْفًا قَائِلِينَ:«إِنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا الْيَوْمَ عَجَائِبَ!».
الاسم العجيب ينطبق على المسيح وحده، فقد كان عجيبًا فى كل شئ ميلاده الإعجازى، وحياته ناصعة البياض، ومعجزاته العظيمة وقد قال هو نفسه فى متى21: 42 "«أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!". وطبقها الوحي على المسيح فى أعمال4: 11-12 "هذَا هُوَ: الْحَجَرُ الَّذِي احْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ، الَّذِي صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ. 12وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». وفى بطرس الأولى2: 7–8 "«فَالْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ، هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ» 8«وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ. الَّذِينَ يَعْثُرُونَ غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْكَلِمَةِ، الأَمْرُ الَّذِي جُعِلُوا لَهُ". مشيرًا: يقول الكتاب المقدس فى رسالة رومية11: 33–34 " يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! 34 «لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟". فهل الله يستشير أحدًا؟ المسيح هو الوحيد يصلح مشير، لأنه هو حكمة الله فمكتوب عنه فى كولوسى2: 3 "الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ." وأمثال 8: 14 "لِي الْمَشُورَةُ وَالرَّأْيُ. أَنَا الْفَهْمُ. لِي الْقُدْرَةُ " يوصف المسيح حكمة الله
6 – إلهًا قديرًا: كلمة "إيل جبور" عبرية تُرجمت "الله القدير" على الله وهى نفس الكلمة التي
ترجمت "إلهًا قديرًا" على المسيح ولم تطلق على أحد غير المسيح، تطلق على الله وحده ولا تطلق على أحد من البشر، فهذا اسم من اسماء الله ولم يُطلق على موسى هذا اللقب ولا غيره.
لماذا قال العهد القديم على موسى إلهًا لفرعون؟
الإله هو من يعطى النبي الرسالة لينقلها للبشر. (الله – موسى – فرعون) ولأن موسى ثقيل اللسان، فقد قال الله له أنه يكون هو إله هارون، أي يأخذ من الله و يعطى الكلام لهارون، وهارون يكون نبي موسى، أي يأخذ من موسى وينقل لفرعون (الله-موسى–هارون– فرعون)، ما قاله الله لموسى أنه يكون إلهًا لهارون فى أمر محدد ومهمة محددة، بنقل الكلام من الله لهارون وهارون ينقله لفرعون، وهذا ما تفهمه من القرينة فى النص ذاته ولم يلقب موسى إلهًا قديرًا أو الله أو الرب أو أي اسم من أسماء الله.
لماذا أطلق الله على القضاة إلهة؟
1- أعطى الله لهم هذا اللقب كجماعة وليس لفرد بعينه، بمعنى أن الله لم يخص أحد من البشر بأي لفظ يؤلهه لكنه أطلق لقب آلهة على مجموعة من البشر.
2- وكان إطلاق لقب آلهة على قضاة اليهود، لقبًا لهم عند القضاء بين الناس فى مهمة القضاء فقط، ولم يلقب أحد بشخصه من القضاة أنه إلهًا قديرًا أو الله أو الرب. وهذا اللقب يعنى السلطان الذي أعطاه الله للقضاة، ليحكموا بالعدل بين الناس وهم يمثلون الله وعليهم مهابته وسلطانه.
3- جاءت "آلهة" فى صيغة النكرة أما الله فهو معرف.
لم يتم تسمية أي إنسان أنه الله، أو يأخذ اسم الله المطلق، فهو يخصه وحده فقط، والمسيح هو الله الظاهر فى الجسد، وهذا ما سجله الوحي الإلهي عنه فى رسالة تيموثاوس الثانية 3: 16 "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ"
أما المعترض فقد وضع الآية هكذا خروج22: 8 "وَإِنْ لَمْ يُوجَدِ السَّارِقُ يُقَدَّمُ صَاحِبُ الْبَيْتِ إِلَى اللهِ - أي إلى القاضي- لِيَحْكُمَ هَلْ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى مُلْكِ صَاحِبِهِ."
ليضع المعترض أمام القارئ، أن القاضي أخذ لقب الله، وهذا غير صحيح، فالمعنى
واضح، أنه ُيقدم ليقف أمام الله من خلال القاضي، والقضاة بشر أخذوا لقب آلهة لآن الله أعطاهم أن يكونوا حكامًا بين البشر من خلال الشريعة، فيحكمون بموت هذا وبراءة ذاك. كان موسى إلهًا لهارون فى أمر محدد، وكان القضاة آلهة الناس فى الحكم، وتنفيذ الحكم على البشر، وهذا يختلف عن المسيح كلية الذي كان هو الله الظاهر فى الجسد.
7- رئيس السلام: إلقاء السيف الذي تحدث عنه المسيح لا يقصد منه القتل والدم، بل يتحدث عن سيف كلمته الحية –الكتاب المقدس- التي عند قبولها تسبب انقسام، بين من يؤمن ومن يرفض، فمن يقبل المسيح ربًا، يرفضه أهل بيته ويطردونه ويقتلونه، وهذا هو سيف التفرقة، فلم يدع المسيح أتباعه لقتال الناس بل على العكس، أمر بالسلام والحب في متى5: 43–48 "سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ." والدليل أن تلاميذه فى سفر الأعمال، لم يقاتلوا أحدًا من الناس لنشر المسيحية، بل اضطهدهم العالم كله بسبب إيمانهم.
8- المسيح يقدر على كل شئ:
أ- كان المسيح قادرًا على كل شئ، فقد خلق وعرف الغيب وأحيا العظام الرميم وغيرها من المعجزات العجيبة لكن قوله، أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شئ، ليس لأنه لا يقدر بل لأنه فى علاقة توافق فى المشيئة بين أقانيم اللاهوت الثلاثة، فعبّر عن توافق هذا بينه وبين أقانيم اللاهوت أنه لا يفعل من نفسه شيئًا، أي لايعمل بمعزل عن الآب، فهو قادر على الفعل لكن بالاتفاق، وهو الذي قال أن ما يعمله الآب يعمله الابن فى يوحنا5: 19–22 فهو يقدر أن يفعل لكن ليس بعيدًا عن الآب والروح.
ب- إنه كإنسان كان يخضع مشيئته لله ولا يفعل شئ بعيدة عن إرادة الله.
9- المسيح يملك: قال سفر الرؤيا19: 16 «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ». . فلم يأت المسيح ليملك ملك أرضى ويحكم البشر، بل جاء ليملك على القلوب بالحب، وهو الذي حدث منذ جاء الأرض والى الآن. والنص الخاص بسفر إرميا 36 يتحدث عن مُلك أرضى، والمسيح لم يأت لهذا لكنه أخذ كرسى داود أبيه كمُلك سماوي، بدأ ومستمر حتى الأبد وسيأتي اليوم ليدين المسكونة كلها بالعدل، وسيأتي اليوم الذي فيه ستجثو كل ركبة فى السماء والأرض.
إذًا الآية الأولى فى العهد القديم التي قال فيها الله فى إشعياء9: 6–7 تقول أن الابن هو الله الظاهر فى الجسد وهو ما تحقق فى المسيح.
الآية الثانية: الأمثال30: 1–4 "كَلاَمُ أَجُورَ ابْنِ مُتَّقِيَةِ مَسَّا..4مَنْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ الرِّيحَ في حَفْنَتَيْهِ؟ مَنْ صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ؟ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟." وقال علماء اليهود المقصود بالابن هو المسيا أو المسيح الذين ينتظرونه، ويتضح أيضًا أن الناس فى العهد القديم تدرك جيدًا أن لله ابنًا، أي من طبيعة الله من ذات الله.
الآية الثالثة فى العهد القديم يقول فيها أن لله ابنًا توجد فى مزمور2: 7 "قَالَ لِي: «أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». اقتبسها العهد الجديد فى ثلاثة مواضع مطبقًا إياها على المسيح وحده فى سفر الأعمال 13: 33 "إِذْ أَقَامَ يَسُوعَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ أَيْضًا فِي الْمَزْمُورِ الثَّانِي: أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ." وفى عبرانيين1: 5 "لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟" وفي عبرانيين5: 5 "كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ».
الآية الرابعة: مزمور2: 12 "قَبِّلُوا الابْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيل يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ." فهذه الآيات الأربع فى العهد القديم قالت أن لله ابنًا بالمعنى الروحي.
العهد الجديد
- قالها الآب فى المعمودية متى3: 16–17 "هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ".وقالها فى التجلي مرقس 8: 7 وفى رسالة بطرس الثانية1: 17
- قالها المسيح عن نفسه فى محاكمته، أمام رئيس الكهنة سأله فى مرقس 14: 61–64 "أانت المسيح ابن المبارك" ورد المسيح "أنا هو" طبعًا واضح من سؤال رئيس الكهنة أنه يدرك جيدًا أن لله ابنًا، ويتساوى فى جوهره معه، لذلك أعتبر المسيح مجدفًا، فمزق ثيابه وحكموا عليه بالموت، فلو كان المقصود من "ابن الله" غير ذلك لما أعتبره اليهود مجدفًا ويستحق الموت، ولو أن المسيح يقصد غير ذلك، لواجههم بأن ما يقولوه أنه جدف تهمة
غير صحيحة.وهو نفس الإعلان فى متى 26: 63–68.
يوحنا 5: 17-23 "فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ:«أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ»...فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ... قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ" ومن هذا النص نفهم أن ما قاله المسيح أنه ابن الله، فهم اليهود ما يقصده جيدًا أنه يعادل نفسه بالله، لهذا أرادوا قتله. هناك الكثير من الآيات التي قالها المسيح عن نفسه أنه ابن الله وقالها أتباعه وأعداؤه حتى الشياطين.
- قال المسيح عن نفسه أنه ابن الله يوحنا 3: 16–18 و يوحنا10: 36 ويوحنا5: 25 ويوحنا11: 4 ورؤيا2: 18
- وقالها تلاميذه في متى14: 33 وفي متى16: 16 قالها بطرس وطوبه المسيح ووافق عليه وقالت له مرثا فى يوحنا11: 27 " أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ».وفى رسالة غلاطية 4: 4"أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ" وهذه الآية توضح أن المسيح هو أبن الله قبل الزمن ومن الأزل، وفى الرسالة إلى العبرانيين1: 8 "وَأَمَّا عَنْ الابْنِ:«إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ." وهى الآية المقتبسة من مزمور45 : 6 – 7
- قالها صالبيه:مرقس15: 39 "كَانَ هذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللهِ!"
- وقالها الملاك لمريم فى لوقا1: 30-32 "ابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى"
- قالتها الشياطين: مرقس3: 11 «إِنَّكَ أَنْتَ ابْنُ اللهِ!». وكذلك لوقا4: 41
اعتراض: مكتوب عن آخرين أنهم أبناء الله ففي تكوين6: 2 " أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ.". وتثنية14: 1 "أَنْتُمْ أَوْلاَدٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ." وخروج 4: 22 "إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ." و1 أخبار الأيام 17: 13 قاصدا ً سليمان "أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا". ايوب1: 6 "جَاءَ بَنُو اللهِ " ومزمور29: 1 "يَا أَبْنَاءَ اللهِ وإشعياء63: 15 "أَنْتَ يَا رَبُّ أَبُونَا." ومتى5: 9 "أَبْنَاءَ اللهِ" ومتى5: 45 "لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." ولوقا3: 38 "بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ."ولوقا20: 36 " أَبْنَاءُ اللهِ" ويوحنا1: 12 " أَوْلاَدَ اللهِ". ويوحنا11: 52 "أَبْنَاءَ اللهِ" ما هو الفرق بين بنوة هؤلاء لله وبنوة المسيح لله؟ وإذا كان المسيح ابن الله يعنى هو الله فهؤلاء جميعا آلهة أيضًا؟
الرد: الآيات السابقة، نجد أن الملائكة دُعوا أبناء الله. المؤمنون الحقيقيون دعوا أبناء
الله. البشر عامة دعوا أبناء الله، فما هو الفرق بين تسمية كل هؤلاء بأنهم أبناء الله، وأن المسيح هو ابن الله؟
1 – دُعوا كل هؤلاء أبناء الله لأسباب مختلفة، منها آدم الذي عاد لوقا بنسبه إلى الله لأنه خالقه.الملائكة والبشر ذريته ففي عبرانيين1: 5 "لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ "فلم يقل لملاك منهم أنه ابنه برغم قوله عنهم إجمالا بنو الله لكن بنويتهم مثل بنوية البشر تماما بالخلق. فيقول أعمال الرسل17: 24 و26 و28 و29 "الإِلهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ... وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ... كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضًا: لأَنَّنَا أَيْضًا ذُرِّيَّتُهُ. 29فَإِذْ نَحْنُ ذُرِّيَّةُ اللهِ." كما دعينا أبناء الله من جهة الإيمان ففي يوحنا1: 12 "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ". وفى يعقوب1: 18 " شَاءَ فَوَلَدَنَا بِكَلِمَةِ الْحَقِّ لِكَيْ نَكُونَ بَاكُورَةً مِنْ خَلاَئِقِهِ." كورنثوس الثانية5: 17 "إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ:". بطرس الأولى1: 3 "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مِنَ الأَمْوَاتِ." وكذلك أبناء الله من جهة المحبة كما قال يوحنا فى رسالته الأولى3: 1 "اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!". وبنوة أخرى هي التبني قال بولس فى رومية8: 15 "أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ:«يَا أَبَا الآبُ»" وفى غلاطية4: 5 "لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ." وأفسس1: 5"إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ" وفى عبرانيين2: 10 "وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ."
2 – لم يُدع المسيح ابن الله كلقب، بل اسمه الشخصي ابن الله، وهذا الفارق الهام فيما بين الجميع من ناحية والمسيح من ناحية أخرى، فاللقب تعبير عن علاقة من العلاقات، أما الاسم فهو التعبير عن الشخصية.
3- والدليل على ذلك أن الآية فى إنجيل يوحنا1: 14 "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا." ويوحنا1: 18 "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ." ويوحنا3: 16 "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." ويوحنا3: 18 "اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ." وفى رسالة يوحنا الأولى4: 9 "بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ." وكلمة (الوحيد) فى اللغة اليونانية التي كُتب بها الإنجيل " μονογενῆ" "MONOGENES" "مونوجنيس" تعنى وحيد الجنس أي هو وحيد فى
جنسه لأبوه فلا يوجد عند أبوه غيره.
5- وما يؤكد هذا أن ذات الكلمة استخدمت فى لوقا 7: 12 "إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ، ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ" وفى لوقا 8: 42 "لأَنَّهُ كَانَ لَهُ بِنْتٌ وَحِيدَةٌ" وفى لوقا 9: 38 ": « اُنْظُرْ إِلَى ابْنِي، فَإِنَّهُ وَحِيدٌ لِي."فقد أشارت الكلمة إلى ابن وحيد لأمه لا يوجد غيره أو ابنة وحيدة
لأبيها لا يوجد غيرها.
6- مكتوب عن المسيح في رسالة يوحنا الثانية 3 "ابن الآب بالحق" فالبنوة ليست مكتسبة.
7- ويقول فى العبرانيين1: 5 "لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟" فلم يكن هناك أي شخص خصص له الله أنه الابن بالمعنى الحقيقي إلا المسيح والباقين كانوا بالمعنى المجازى. كل مرة أعلن المسيح فيها أنه ابن الله أعلن عن إلوهيته
مقتبس من كتاب
هل قال المسيح بكلام صريح أنا الله؟
لوثر خليل